الأعلانـــات
تطور ظاهرة الارهاب في العالم المعاصر من الفرد الى الدولة (جريمة مطار بغداد الدولي انموذجا)

تطور ظاهرة الارهاب في العالم المعاصر من الفرد الى الدولة 
(جريمة مطار بغداد الدولي انموذجا)
                                                               
 
    الاستاذ الدكتور
      عمـر جمعـة عمـران
      رئيس الجمعية العراقية للعلوم السياسية

 المقدمة
تمثل ظاهرة العنف بصفة عامة والارهاب بصفة خاصة ظاهرة قديمة وسلوك إنساني عرفته المجتمعات مع مختلف مراحل تطورها وتنوع أشكال الحكم والأنظمة التي عرفتها ، ولهذا السلوك جملة من الأسباب تجعل مكافحته وفهمه ، إتباع عملية مركبة متعددة المضامين حسب مصدره وطبيعته واهدافه او اطرافه ، ورغم أن هذه الظاهرة تعد من الجرائم التي لها جذور ممتدة عبر التاريخ ، الا ان الوعي بشدة وخطورة تلك الظاهرة ازداد في العصر الحديث بسبب امتداد اثار الجرائم الأرهابية وجسامة نتائجها ، ولاسيما ظاهرة الارهاب الدولي الذي يمتد ليعبر الحدود الوطنية للدولة الواحدة ،وعليه فقد أصبحت ظاهرة الإرهاب خطراً حقيقياً يواجه الوجود البشري وحضارته وإنجازاته التنموية، وأصبحت الممارسات الإرهابية تمارس على نطاق واسع متجاوزة احكام الزمان والمكان واسس التنظيم الدولي في مواجهة تلك الظاهرة في الماضي والحاضر والمستقبل، فضلا عن ذلك ان خطورة الظاهرة الإرهابية ازدادت ليس إلى الأعداد الكبيرة  من المنظمات الإرهابية التي تمارس الإرهاب وانما ممارسات الدول الكبرى والذي اخذ ينطوي على عنف غير محدود وغير مقيد بقانون أو اعراف او حتى بأخلاق، ومثال ذلك جريمة مطار بغداد الدولي الذي استهدفت الولايات المتحدة الامريكية سيادة دولة ونفذت جريمة دولية وارهاب واضح باستهداف مسؤول وطني وضيف خارجي دون اعتبار للقوانين والبروتوكولات الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول.

أهمية البحث: تتمثل أهمية البحث بما يلي:
‌أ.  تعد ظاهرة الإرهاب واحدة من أهم القضايا السياسية والأمنية التي تواجه الشعوب والتي تتطلب تضافر الجهود المجتمعية للتصدي لها، إلى جانب ضرورة دراسة وتحليل هذه الظاهرة للوقوف على أسبابها، وتداعياتها وسبل مكافحتها.
‌ب.  أصبح الإرهاب ظاهرة وجريمة دولية تمارسها الدول تستوجب الوقف بشكل حازم مع كافة أشكاله لمنع انتشاره على نطاق واسع ومحاصرته أينما ظهر والقضاء عليه.
‌ج.  ان ممارسة الارهاب من قبل الدول الكبرى ضد دول اخرى له تداعياته السياسة والأمنية على سيادة الدول وجريمة مطار بغداد الدولي  تقدم انموذج لتلك التداعيات والآثار .

أهداف البحث: يهدف البحث بشكل عام إلى معرفة أهم تطورات وتداعيات وآثار ظاهرة الإرهاب الدولي من خلال:
‌أ.   التعرف على ماهية وأنواع وصور الإرهاب وأساليبه.
‌ب.  التعرف على التداعيات والآثار المترتبة على ارتكاب الجرائم الإرهابية الداخلية ومن خارج الحدود.
‌ج.   بيان تطور ظاهرة الارهاب الدولي من خلال دراسة حالة جريمة مطار بغداد الدولي.

اشكالية البحث: ترتبط المشكلة البحثية التي يعالجها البحث بوجود تشريعات وقوانين وطنية ودولية للمكافحة ظاهرة العنف والارهاب ، لكن تطور ظاهرة الارهاب واستخداماته من قبل الدول الكبرى ضد دول اخرى اخذ ينتهك القوانين والاعراف الدولية واخذ يعرض الامن والسلم الدوليين والاستقرار العالمي الى الفوضى وانتهاك سيادة الدول والاستهتار بمصير شعوبها.

فرضية البحث: يرتكز البحث على وجود علاقة طردية بين استعمال الظاهرة الارهابية من قبل الدول الكبرى لفرض ارادتها وتحقيق استراتيجيتها وبين انتهاك القوانين الدولية المنظمة للعلاقات الدولية ولنتهاك سيادة الشعوب مما بعرض المجتمع اللدولي لحالة الفوضى ويشجع على استخدام العنف على الوسائل السلمية والودية كما رسمتها القوانين والاعراف والمنظمات الدولية. 

منهج البحث: لطبيعة الموضوع وتحقيقاً لأهدافه فقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي فضلا عن استعمال مقتربات لتفسير بعض جوانب الظاهرة محل البحث مثل المنهج التاريخي.

هيكلية البحث: انتظم البحث وفق هيكلية ذات ستة محاور فضلا عن المقدمة والخاتمة والاستنتاجات وكما يلي: 

المحور الاول: التطور التاريخي لظاهرة الارهاب
2024-08-01 02:48 AM1932